الدكتور أحمد اسماعيل: هذا النظام الغذائي المائي يخسر المرأة الوزن
في الحوار الآتي نصه، يُحدِّثنا الدكتور أحمد إسماعيل عن كيفيَّة عمل النظام الغذائي المائي لإنقاص الوزن Ismail Water Diet الذي توصَّل إليه، بعد بحوث جادَّة وتجارب مدروسة من أجل إيجاد آلية فعَّالة وآمنة لمساعدة المرأة في التخلُّص من الوزن الزائد.
ويتحدَّث الدكتور إسماعيل عن تفاصيل أخرى تتعلَّق بالطريقة الآمنة في التعامل مع هذه الحمية، والشروط الصحيَّة الواجب مراعاتها قبل البدء في تطبيقها.
النظام الغذائي المائي Ismail Water Diet
ما هي المشكلات الصحيَّة التي تسبَّب البدانة بها للمرأة؟
تتسبَّب البدانة بكثير من الأمراض التي تُؤثِّر في الصحَّة العامَّة، وتُعرقل عمل الوظائف الحيويَّة في جسم المرأة. وهي السبب الرئيس للإصابة بمعظم الأمراض النسائيَّة، والتعرُّض لمشكلات الحمل والولادة والإجهاضات المتكرِّرة، وعدم القدرة على الإنجاب، ومشكلات الدورة الشهريَّة، والالتهابات المزمنة في منطقة المهبل، والتغيُّرات اللونيَّة، والمشكلات الأخرى في المنطقة الحسَّاسة، وعدم المقدرة على ممارسة العلاقة الجنسيَّة بطريقة سلسلة، ومشكلات الجلد وعرقلة عمل الخلايا الأكولة التي تقضي على الخلايا السرطانيَّة الموجودة في الجسم، إضافة إلى الأزمات والإحباطات النفسيَّة التي تسبَّب السمنة بها.
هل يمكن علاج هذه الحالات عن طريق التخلُّص من الوزن؟
إذا تخلَّصت المرأة من الوزن الزائد، فإنَّها تكون في كثير من الحالات قادرة على معالجة مشكلاتها الصحيَّة، وإنجاب الأطفال من دون تدخل طبِّي، في حين تبقى المرأة التي تفشل في إنقاص وزنها تُراوح في مكانها، وهذا ما كان يؤرِّقني على مدى أكثر من عشرين سنة من عملي المتخصِّص في الأمراض النسائيَّة. فقد وجدت من خلال البحث الذي استمرَّ لأكثر من سنتين إنَّ السبب المباشر للسمنة هو الأكل، وأنَّ مخزون الدهون لا يتراكم إلَّا مع الزيادة غير الطبيعيَّة في تناول الطعام والشراب، إلَّا إذا كان هنالك خلل في الغدد الصماء. وفي هذه الحالة، تعتبر من الحالات المرضية التي لها علاجاتها الخاصَّة.
ما هي أسس هذا البحث؟
كانت عيِّنة بحثي تتألَّف من عشرين امرأة ذوات أوزان كبيرة لا تقل عن مائة كيلوغرام؛ كنت أطلب إليهن الصوم الكامل عن الطعام، والاكتفاء بشرب الماء، ثمَّ أجري لهن التحليلات الطبيَّة اليوميَّة، وتحاليل الدم كي أتعرَّف إلى التغيُّرات في أجسامهن، وتحديد عدد الأيَّام التي يمكن أن يتوقفن فيها عن الطعام. وقد لاحظت إنَّ معظم هذه الحالات تكون فيها التغيُّرات للأفضل، مع النقصان التدريجي والمنتظم للوزن، فلا تصاحبه سوى آثار جانبيَّة خفيفة جدًّا أو معدومة. وبعد أكثر من سنتين من البحث والتجارب المُكثَّفة، توصَّلت إلى نظام غذائي علاجي يعتمد على الماء فقط، وأطلقت عليه اسم Ismail Water Diet.
كيف يعمل هذا النظام الغذائي Ismail Water Diet؟
في هذا النظام، تمتنع المرأة عن الطعام بشكل كامل، وتلتزم بشرب الماء فقط، وذلك لأسبوع، مع ضرورة مراقبة الطبيب لها. وإذا شعرت بالجوع الشديد، يمكن أن تأكل البروكولي المطبوخ على البخار، بدون إضافة الزيت أو الملح، لأنَّنا نريد للجسم أن يعيد بناء نفسه من جديد. وفي هذا النظام، قد تجد المرأة صعوبة كبيرة في اليوم الأوَّل، ولكنَّها ستشعر في اليوم الثاني بعدم وجود رغبة كبيرة للأكل، وفي الثالث بأنَّها خفيفة في الحركة، وفي الرابع يبدأ جسمها بتنظيف نفسه، وفي الأيَّام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع تشعر بأن جسمها قد بدأ في تجديد خلاياه، مع ظهور النضارة على الوجه والجلد. وبعد انتهاء الأيَّام السبعة، يُمكن للمرأة أن تعود للأكل بشكل طبيعي لشهر كامل، وستجد بأنَّها لا تميل إلى السكَّريات والأكل الدسم والمشروبات الغازيَّة، بل تتجه تلقائيًّا إلى الأكل الصحِّي، وبكمٍّ أقلّ، وأن جسمها قد بدأ يتكيَّف مع الأكل الصحِّي من تلقاء نفسه، ويرفض الأطعمة التي تتسبَّب بالزيادة في الوزن. وبعد أن ينتهي الشهر، تبدأ رحلة الصيام الأسبوعي من جديد، وهكذا إلى أن تصل إلى الوزن المطلوب.
ما هي آليَّة عمل الأيَّام السبعة؟
في اليومين الأوَّلين من بدء "النظام الغذائي المائي"، يبدأ الجسم في إحراق مخزون الدهون التي لها تأثيرات سلبيَّة على الجسم، كونها تعمل على إيقاف فاعليَّة المواد والخلايا الهامَّة في جسم المرأة، وتحبط المواد المضادة للأكسدة، وتعرقل عمل الخلايا الأكولة للخلايا السرطانيَّة. ولذا، فإن إحراق الدهون بهذه الطريقة هامّ للغاية، وأكثر فاعليَّة من عمليَّة شفط الدهون. وفي اليومين الثالث والرابع، يعمل الجسم على إحراق المواد السامة والخلايا الدهنيَّة الجاهزة للتخزين بشكل مباشر، بعد دخول الجسم في مرحلة Fasting Mood، حيث يبدأ باستخدام مكوِّناته الفعَّالة بنفس آلية عمل جسم المرأة ذات الوزن الطبيعي. أمَّا في اليومين الخامس والسادس، فإنَّ المرأة سوف تشعر بالنضارة والتجدُّد، ويبدأ الجسم بتحفيز مضادات الأكسدة والـ"كولاجين" الطبيعي في الجسم من أجل إصلاح الأنسجة التالفة. وفي نهاية الأسبوع، يبدأ الجسم في استعادة كينونته، ويفقد بضعة كيلوغرامات. ومع توالي الشهور، يتوالى نقصان الوزن بانتظام حتَّى تصل إلى الوزن الطبيعي.
هل توجد آثار جانبيَّة لهذا النظام، كترهُّلات الجلد مثلًا؟
لا يُصاحب هذا النظام حدوث أيَّة ترهلات في الجلد، لأنَّه يعطي الفرصة للـ"كولاجين" ومضادات الأكسدة الطبيعيَّة، ويُحفِّزها كي تعمل من جديد. لذا، يبدو الجلد متماسكًا ومشدودًا وخاليًا من الترهُّلات. وكما زاد الوزن بشكل طبيعي، فإنَّه ينقص بشكل تدريجي وطبيعي أيضًا. وكما زاد بسبب الإفراط في الأكل، فإنَّه ينقص من خلال تقليل كمّ الطعام والشراب.
كيف توصَّلت إلى نظام Ismail Water Diet الغذائي؟
بعد أكثر من سنتين من البحث والتجارب، وأكثر من عشرين سنة من عملي في الطبِّ النسائي المُتخصِّص، ومُتابعتي لمريضاتي اللائي يشكين من أنواع مختلفة من الأمراض النسائيَّة التي تتعلَّق بالانجاب والحمل وما بعد الانجاب أو مشكلات الدورة الشهريَّة وغيرها؛ وجدت أنَّ حالات عدة قابلة للعلاج بإنقاص الوزن، ودون الحاجة إلى الأدوية والجراحات. وبذا، كرَّست بحوثي وتجاربي من أجل الوصول إلى هذا النظام الغذائي، الذي يُمكن أن ينقص فيه وزن المرأة بشكل طبيعي وتدريجي وصحِّي، دون الحاجة إلى الجراحات، وقطع الأعضاء، والتكميم، والشفط، وما يرافقها أحيانًا من آثار جانبيَّة قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة!
وفي هذا النظام، تمتنع المرأة عن الطعام بشكل كامل، وتلتزم بشرب الماء حصرًا لأسبوع. وإذا شعرت بالجوع الشديد، يُمكن أن تأكل البروكولي المطبوخ على البخار، من دون إضافة الزيت أو الملح. ثمَّ، هي تعود إلى الأكل الطبيعي لشهر، لتبدأ بعدها رحلة الانقطاع الأسبوعي عن الطعام من جديد.. وهكذا حتَّى تصل إلى الوزن المطلوب.
هل يُناسب هذا النظام الغذائي كلَّ النساء؟
يجب أن يكون عمر المرأة قد تجاوز الثماني عشرة سنة، وألَّا تشكو من مشكلات صحيَّة تمنعها من الالتزام بهذا النظام العلاجي، بعد استشارة الطبيب المعالج. كما يجب أن تخضع للتحليلات الأوَّليَّة والفحوص المطلوبة للإطمئنان على الحالة الصحيَّة العامة، قبل البدء بهذا النظام. وإذا شعرت بعدم الراحة من أي عارض، عليها أن تتوقَّف إلى حين إجراء الفحوص اللازمة، والتعرُّف إلى سبب هذا العارض. وأنا بصدد عمل دورات تدريبيَّة للأطباء في مراكز مُعيَّنة من أجل أن يُقدِّموا خدماتهم للمرأة، التي تريد أن تتبع هذا النظام الصحي، ليكون هنالك تواصل بين الطبيب والمريض، وملاحظة أي عارض ومتابعة الوزن والتحليلات وغيرها، إذا لزم الأمر. وعمومًا، فإنَّ هذا النظام يناسب كلَّ امرأة تشكو من أيَّة زيادة في الوزن، وليس بالضروة أن تكون لديها زيادة مفرطة في الوزن.
هل أجريت تجارب على هذا النظام الغذائي؟
على مدى عشرين سنة من عملي المهني، توصَّلت إلى أنَّ السبب المباشر لزيادة الوزن ومخزون الدهون، هو الزيادة في تناول الطعام والشراب، إلَّا إذا كان هنالك خلل في الغدد الصماء - والحالة المذكورة مرضيَّة. ووجدت أنَّ حوالي 90% من النساء يشكين من عدم القدرة على إنقاص أوزانهن، ومن هنا بدأت البحث في الآليَّة التي أحول فيها بين المرأة وبين الأكل. وكانت العيِّنة عبارة عن عشرين حالة لنساء لا تقلّ أوزانهن عن مائة كيلوغرام؛ وقد عملت لهن ثلاث دورات على مدار سنتين، وتابعت خلالها تحليلات الدم وغيرها من التحليلات قبل العلاج وبعده للتأكُّد من عدم وجود أي خلل في الجسم. ووجدت أنَّ تحليلات كثيرة كانت غير جيِّدة قبل الالتزام بالنظام قد تحسَّنت بشكل مستمر، وعلى الصعد كافة. وقد كانت الاستجابة للعلاج سريعة، ونقصت إحدى النساء من وزن مائة كيلوغرام إلى إثنين وسبعين كيلوغرام خلال ستَّة شهور، مع بقاء جسمها مشدودًا ومن دون ترهُّلات!
ماذا عن الأدوية، التي اعتادت المرأة على تعاطيها؟
يُمكن أن تتناول المرأة الأدوية التي تحتاج إليها لأسباب مرضيَّة مختلفة، إذا تمَّ اقرار هذا الأمر من الطبيب المعالج، وعليها أن لا تتوقَّف عنها، من دون استشارة الطبيب. أمَّا في شأن المكمِّلات الغذائيَّة، فيمكن التوقُّف عن تعاطيها خلال أسبوع الصيام، ثمَّ العودة اليها لشهر، وهكذا. علمًا بأنَّ الحالة الصحيَّة العامة للمرأة التي تلتزم بهذا النظام الغذائي العلاجي ستتحسَّن مع مرور الوقت، وربما تحتاج لاحقًا إلى جرعات أقلّ من تلك التي سبق اعتادت عليها. أمَّا عن أدوية الأمراض المزمنة، فيُفضَّل استشارة الطبيب لأنَّ المرأة قد تكون في هذه الحالة غير مؤهَّلة للبدء بهذا النظام الغذائي العلاجي.
ما هي التغيُّرات التي تحصل بعد نهاية أسبوع الانقطاع عن الطعام؟
في نهاية الأسبوع، يكون الجسم قد تخلَّص من بعض الوزن، ومن بعض السموم المتراكمة، وأصلح أنسجته في ذات الوقت، حيث تشعر المرأة بنضارة في الجلد، وأنَّها تبدو أصغر من عمرها الحقيقي. ويبدأ شعرها بالنموِّ بشكل سليم؛ وهي تشعر بتغيُّرات صحيَّة حيويَّة عامَّة، حيث تعمل أعضاء الجسم الداخليَّة بفاعليَّة كاملة، بعد أن كانت محبطة. كما تتحسَّن علاقتها الجنسيَّة الزوجيَّة، وستجد بأنها قد خسرت في الشهر الأوَّل بضع كيلوغرامات، ومع توالي الشهور يتوالى نقصان الوزن بانتظام، حتَّى تصل إلى الوزن الطبيعي، كما يبدأ جسمها بالتكيُّف مع الأكل الصحِّي من تلقاء نفسه، ويرفض الأطعمة التي تتسبَّب بالزيادة في الوزن.
ليست هناك تعليقات
أتستمتعين بالطبخ ومساعدة الآخرين بتقديم أفكار الطبخ؟ من فضلك أضيفي افكارك و تعليقاتك